كلنا في المنزل الآن بسبب فيروس كورونا! إن أكثر من يتأثر من الأوضاع الحالية هم أطفالنا! و الآن تقع علينا مسؤولية التخفيف عن أولادنا حيث لا يمكنهم القيام بأعمالهم الروتينية حيث المدارس مغلقة و لا يمكنهم التجوّل خارجاً!

 

الأولاد يتبعون خطى أولياء أمورهم منذ نعومة أطفالهم و يحاولون تقليدهم في كل أفعالهم أو حتى أقوالهم. أي أن الأطفال يتعلّمون و ينمون متأثرين بمحيطهم و من حولهم. في حال كان الكبار قلقين فسيتأثر الأطفال من هذا الشعور و يختبروه أكثر فأكثر.

 

يتوجّب علينا أولاً أن نراقب استخداماتهم للأجهزة الالكترونية كالحاسوب أو الهواتف الذكية و ما شابه و المدّة التي يقضونها على هذه الأجهزة. في حال كانوا يستخدمون هذه الأجهزة بشكلٍ مستمر فعلينا أن نكون على درايةٍ بما يتابعونه. إن قضاء الوقت مع العائلةِ أو اللعب معهم ذو قيمةٍ كبيرةٍ في وقتنا الحالي سواءَ كان للكبار أو الصغار. ننصحكم بحلّ الألغاز سويةً أو لعب الألعاب الاستراتيجية التي تساعد على تطور الدماغ عندنا.

 

 

هناك فائدةٌ كبيرةٌ في إبقاء أولادنا بعيدين عن أي نوع من المنبّهات كالتلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعية. و بالنسبة للفئة العمرية فعلينا أن نحسب كلامنا أمام كل من نتحدّث إليه. فعند شرحنا عن فيروس كورونا للأطفال علينا أن نكون صريحين و أن نعطي شرحاً يوضّح الوضع الحقيقي للوضع حتى لا يكون هناك ظنّ أن الوضع أسوأ ممّا هو عليه. من المهمّ جدّاً ان نوضّح بأسلوب لبق و ملائم أسباب اضطّرارنا للبقاء في المنزل و كيفيّة التصرّف و التأقلم مع هذه الظروف. فعلينا توجيه أولادنا و عائلاتنا وفقاً للمعلومات التي صرحّت بها وزارة الصحّة و أن نزوّدههم بكل ما نحصل به عن معلومات أو تعليمات تفيدنا في الوضع الحالي. 

 

 

يتوجّب عليكم أن تتقرّبوا من أطفالكم أكثر فأكثر في هذه الأوقات.  و من واجبنا ايضاً أن نستخدم الألفاظ اللطيفة و المليئة بالحب. و أن تكون المعلومات التي نخبر بها أطفالنا و صراحتنا أمرين مهمين جدّا! فطريقة تعاملنا مع هذا الوضع لن يسمح لهم بأن يكونوا قلقين  يجب علينا ألّا نستهين بضرورة قضاء الوقت مع عوائلنا و الحفاظ على علاقتنا معهم. و من الضروري أن نحافظ على رباطة جأشنا حتى يتمكن أولادنا من تخطّي مرحلة الحجر المنزلي بشكل أسهل. 

 

لدينا بضع النصائح لكم:

 

عوّدوا أولادكم على الوضوء و حفزّوهم على أن يواظبوا عليه. فالوضوء يردّ الروح و يشعر المسلمين براحة القلب و يحفزهم معنوياً.

 

عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنه قال: 

(إذا توضأ العبدُ المسلمُ ( أو المؤمنُ ) فغسل وجهَه ، خرج من وجهِه كلُ خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماءِ (أو مع آخرِ قطرِ الماءِ) فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُ خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماءِ (أو مع آخرِ قطرِ الماءِ) فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ خطيئةٍ مشتها رجلاه مع الماءِ ( أو مع آخرِ قطرِ الماءِ ) حتى يخرجَ نقيًا من الذنوبِ). 

(مسلم - حديث: 244)

 

 

 

اجعلوا أولاكم جزءاً من أعمالكم اليوميّة. قوموا بطهي الطعام سويّةً. عند القيام بالنشاطات سويّةً فسيكون هذا ذو فائدةٍ لكلِ أفراد العائلة. قوموا بالتنظيف معاً و حاولوا أن تظهروه على أنه نشاطٌ مسلٍّ. تشاركوا مسؤولياتكم المنزلية. قوموا بطيّ الملابس معاً. لا تفوّتوا ساعات النوم أو تتأخروا عنها. العبوا مع ببعضكم البعض. في حال لعبتم مع بضعكم ستكونون قد قوّيتم علاقتكم و وفرّتم بيئةً آمنة و مسليّةً لكم و لأفراد عائلتكم.